الرجولة بين الادعاء والاستحقاق

الرجولة بين الادعاء والاستحقاق

نشر في الرياض يوم 20 - 12 - 2012

الحياة مدرسة كبيرة، تدخل أروقتها بدون معرفة أو واسطة، بل تدخلها رغما عنك وتتخرج منها بخروج روحك من جسدك، ولو بلغت من العمر عتيّا فأنت لا تزال تلميذا في هذه المدرسة، وفي هذه المدرسة المترامية الأطراف لا أقول في كل يوم درس بل في كل لحظة درس حيث تمر بك المواقف تلو المواقف،ومنها المواقف التي يمتحن فيها الرجال وهي مواقف كثيرة ولكن كلما كان الموقف أحلك وأصعب كلما اتضح لك معدن الرجل الذي أمامك والعجب أن كل من فتل شواربه أو أعفى لحيته سمي رجلا كما أن ليس كل من لبس لباس الرجال سمي رجلا وكأن الرجولة شعر في الوجه يطلق أو لباس على الجسد يلبس !!، فكم من الذكور ولا أسميهم رجالا من تتبرأ منهم شعورهم التي يطلقونها على وجوههم وملابس الرجال التي يلبسونها وكذلك مجالس الرجال التي يغشونها وعلوم الرجال التي يتشدقون بها !!، ولا عجب فالرجولة غالية وعالية بل هي فوق هام المجد ليس كل من تغني بها أو تسمى بها نالها!!، إنها كليالي تلك الحسناء الرائعة في كل شيء والتي يدعى أناس كثر وصلها لكنها هيهات هيهات أن تقر لهم بذلك، فالرجولة مدّعوها كثر والمستحقون لها نُدُر !!.
علينا قبل ان نتشدق بالرجولة شعراً ونثراً وتقمصاً أن نكون رجالاً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى!!، فأي رجولة لمن لا يعرف وقفة الحق والوفاء ؟!،وأي رجولة لمن يخونك فيطعنك في خاصرتك بيد وهو يصافحك بالأخرى، وأي رجولة لمن ضيع أمانته فخان وطنه وأمته وظلم زوجته وأهمل ذريته ؟!، وأي رجولة لمن لا يرى إلا نفسه وشعاره السمج ( أنا وليهلك الناس)؟!.
نتفق جميعاً أن فاقد الشيء لا يعطيه لذا لا يمكن أن نربي من تحت أيدينا على المراجل وعلوم الرجال وصفاتهم وآدابهم إذا كنا نفتقدها !!، ولو تأملنا عبر مراحل التاريخ لوجدنا أن عظماء قلائل فقط استطاعوا أن يربوا من حولهم حتى أصبحوا رجالاً بكل معاني الرجولة ولا غرابة ولا سر في ذلك فهم في الحقيقة قبل أن يربوا من حولهم تربوا من قبل آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم، ثم ربوا أنفسهم فكانوا رجالاً بمعنى الرجولة واستحقوا وسامها عن جدارة!!.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ـ رحم الله ـ العم الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبدالمحسن السديري ( امير الغاط سابقا )

قصيدة وصورة

قصيدة ورد