هذا مقال عن أخٍ كريم هو الشيخ علي الأحمري كتبته معبراً عن مشاعري بفقده رحمه الله وهو غيض من



رحم الله فقيد الحسبة علي الأحمري






علي الاحمري رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسواق بأبها ~ رحمه الله ~ الذي فاضت روحه الطاهرة بعد أثنين وخمسين عاماً إثر تعرضه لإطلاق نار غادر أثناء تأديته مهام عمله فطبقاً للنظام لابد من مرافقة عضو من الهيئة لرجال الأمن أثناء أي عملية نقل إذا كانت متعلقة بحدث أو امرأة ، بناء عليه قامت الجهات الأمنية بالاتصال بالشيخ الأحمري، لإرسال مرافق من رجال الهيئة، ونظراً لأنه يوم إجازة ـ حيث كان يوم جمعة ـ وخشية من تأخر أحد المندوبين المكلفين بهذه المهمات، فضل الشيخ الأحمري أن يرافق رجال الأمن بنفسه حرصاً منه على إعادة الحدث لوالديه الذين كانا يعيشان لحظات من الهلع لاختفاء ابنهما.
            الفقيد الاحمري ـ رحمه الله ـ أحد رجالات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المنكر عرفته سنوات طويلة كأخ وزميل فوجدته رائع في كل شيء فهو بسام هين لين سمح يحفظ الود ويحافظ على العلاقة ويسعى للم الشمل ونشر الخير ,علاقاته حسنة مع الجميع سواء على صعيد العلاقة الشخصية أو على صعيد العلاقة الرسمية , كما أنه عرف بديمومته على العمل فهو لا يكل ولا يمل وهو في نشاط ـ رحمه الله ـ لا يقاس بعمره أبداً , فحتى وهو في أخطر المواقف في حياته كان يثب وثبة الشباب وهو قد تجاوز الخمسين عاما وذلك لإنقاذ رجل الأمن الذي كان مع المقبوض عليهما والذي أصيب بطلق ناري , وقد كان يعلم ولا شك أن الأمر خطير جداً وأنه معرض لذات المصير إلا أنه أقدم بكل شجاعة ورباطة جأش لينقذ زميله رجل الأمن , فأصابه أيضاً طلق الناري إصابة بالغة جداً على إثرها فارق الحياة بعدها بأيام , وكان بإمكان البطل الأحمري أن ينؤ بنفسه ولا يتدخل فمهمته فقط تنحصر في مرافقة سيارة الشرطة لكنها الشجاعة والإقدام وصورة من أنفس وأعظم صور الفداء , وهكذا هو علي الأحمري لا يعرف الشعارات البراقة ولا الزائفة إنما هو عملي حتى النخاع , وقد كان ـ رحمه الله ـ لا يغادر مقر عمله إلا لأشد الضرورات فعلى مدى السنوات الماضيات لم أشاهده في مقر رئاسة الهيئة بالرياض إلا مرات معدودات ولا أكون مبالغاً إن قلت إنها لا تتجاوز الخمس مرات وكلها في مهام رسمية لأنه يؤمن بضرورة التقيد بالمرجعية الإدارية له ولم أعرف أنه أتى مرة لحاجة شخصية له بل هو من معالم منطقة عمله لا يبرحها أبداً ـ رحمه الله ـ وخبر الاعتداء عليه ثم خبر وفاته جاء عليَّ شخصياً وعلى جميع منسوبي رئاسة الهيئة كوقع المصيبة وقد لمست ذلك في نفسي وفي نفس كل زميل
             في وفاة الشيخ علي الأحمري ـ رحمه الله ـ دلائل أذكر منها أن من الصحف والكتاب والقنوات الفضائية من لم يأخذ مقتل الشيخ علي الأحمري أدنى اهتمام لديهم ولو كان الموقف أن الهيئة تسببت ـ لا قدر الله ـ في تعنيف أحد ناهيك عن مقتله لوجدت أولئك الكتاب وتلك الصحف وتلك القنوات الفضائية تنطلق عن قوس واحدة في ترتيب وتخطيط وتنسيق فتشن حملة هوجاء لا هوادة فيها على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , أما وأن الموقف يتطلب الدفاع عن الهيئة ورجالها فكل أولئك صم بكم عمي ولا شك عندي أنهم لا يعقلون !! , لا يعقلون لأنهم يكيلون بمكيالين وهذا هو شعارهم , وأنهم يبخسون الناس أشيائهم , وأنهم أشد الناس الغاءً للأخر , وأنهم أشد الناس تهميشاً لمن لا يتفق معهم لأنهم مؤدلجون , أولئك القوم لا حراك لهم إلا عندما يخطئ أحد رجال الهيئة!!.
اللهم أغفر لفقيد الحسبة علي الأحمري وارفَع درجتَه في الْمَهديـين ، واخلفه في عـقـبِه في الْغابِرين ، واغـفـر لـنا ولَه يا رب الْعالَمين ، وافسح لَه في قَبره ونور لَه فيه آمين ...آمين ...آمين .
أحمد بن محمد الجـــَــــردان




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ـ رحم الله ـ العم الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبدالمحسن السديري ( امير الغاط سابقا )

قصيدة وصورة

قصيدة ورد