النفق المظلم مقال نشرته أول مرة قبل قرابة ثمان سنين

0
 
 
 
 
 
الــــــنــــــفـــــــق
 
الــــمـــــظـــــــــلم
 
 





 
 
 

لا تخفى مكانة المرأة في أي عصر، وفي أي مصر، فهي الأم والزوجة والبنت والأخت والعمة والخالة والرحم الذي يلد واليد التي تربي والساعد الذي لا يكل ولا يمل من البناء والعطاء وصنوف الوفاء، فهي المدرسة الأولى وعليها المرتكز بل هي حجر الزاوية لأي رقي وتقدم وهي روعة الحياة الدنيا وأرقى صنوف متاعها وسر جمالها الحقيقي ما دامت تتفيأ هدى الله في حركاتها وسكناتها.. ودلائل علو شأنها كثيرة منها سمو مكانتها فالله سمى سورة من سور القرآن بسورة النساء.. كما سمى جل وعلا سورة أخرى باسم مريم!!.

لا عجب فمن هذه المكانة السامية للمرأة يتضح لنا أهمية الحفاظ عليها ويؤكد أن سقوطها -لا قدر الله- يعني سقوط القيم ومن ثم المجتمع!!، ومن هنا يتضح خطر اختلاطها بالرجال ذلك النفق المظلم الذي لو دخلت فيه أمة من الأمم.. أو بلد من البلدان لكانت النتائج وخيمة جداً!!، فباختلاط المرأة بالرجال الأجانب تتعرض للفتنة.. تلك الفتنة الضارة ضرراً وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الأضر وذلك مبالغة في عظم ضرره فقال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).. والمرأة عندما تختلط بالرجال تكون في متناول ضعاف الإيمان وضعاف الإرادة الباحثين في هوس عن أي أنثى تملأ بصرهم ولو طمست بصائرهم!!، فالمهم لديهم هو إشباع ذلك النهم البهائمي، ويخطىء من يقول (إن سبب المعاكسات والتحرش بالمرأة لدينا هو أنها محجبة ولا تختلط بالرجال وأنها لو خلعت الحجاب واختلطت بالرجال لما حدث لها ما يحدث من معاكسات وتحرشات)!!، والرد على تلك الشبهة أن المجتمعات التي اختلطت فيها المرأة بالرجال منذ عقود من الزمن لم تسلم حتى اليوم فيها المرأة من تحرشات ومعاكسات بل واغتصابات، ولم يزد رجال تلك المجتمعات سفور المرأة ودخولها في تجمعات الرجال في العمل والتعليم وغير ذلك إلا جنوناً وهوساً وبحثاً عن وجه صبوح وقوام ممشوق وأنثى يقلبون فيها أبصارهم ويعبثون به عبثاً بهائمياً!!، كما أن المرأة في تلك المجتمعات لم تسعد بذلك الاختلاط الذي تراه بعض النساء ودعاة تحريرهن هنا وهناك.. إنه الأمل المرتقب لحريتهن المزعومة!! بل في الواقع أن المرأة حينما اختلطت في تلك المجتمعات بالرجال تتقلب من عنت إلى عنت، ومن شقاء إلى شقاء، ومن إغراء إلى إغواء، ومن همز إلى لمز ومن كلمة بذيئة إلى حركة أشد بذاءة، وفي المقابل في تلك المجتمعات لم يسترح أيضاً معاشر الرجال بل زاد سفور المرأة من عنتهم ومعاناتهم وسعارهم العاطفي ومنه الجنسي.. ومما نتج عن الاختلاط بين المرأة والرجل في تلك المجتمعات على الأزواج والزوجات أن جلب ويلات تلو ويلات، وأول تلك الويلات النظرات الحارقة التي تحرق قلب الزوج وتؤجج غيرته حين يرقب نظرات ومشاعر الآخرين تجاه زوجته.. وكذلك الحال بالنسبة للزوجة حين تلمس ذلك من الأخريات تجاه زوجها!!، ليست هذه فقط نتائج الاختلاط بل ثمة نتائج وخيمة كثيرة.. لكن هذا ما يسر الله لي الحديث عنه.. ولعل الله أن يعين على استكمال ذلك مستقبلاً.


أحمد بن محمد الجردان




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ـ رحم الله ـ العم الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبدالمحسن السديري ( امير الغاط سابقا )

قصيدة وصورة

قصيدة ورد