حقا إنهم بـُـلهاء مؤدلجون متحزبون

حقا إنهم بـُـلهاء مؤدلجون متحزبون


حقا إنهم بـُـلهاء مؤدلجون متحزبون

                     إن المتابع لحال بعض الكتاب والكاتبات وما يكتبونه  عن العلماء و القضاة والمشائخ والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ونحوهم يخرج بحقيقة لاشك فيها وهي أن أولئك الكتاب والكاتبات لديهم فوبـيا  وهي المرحلة المتقدمة من الخوف المتواصل والشديد وغير المعقول من كل ما له صلة بالعلم الشرعي!! , كما يخرج أيضا المتابع لأولئك الكتاب والكاتبات أنهم محترفون جدا في فن الإقصاء فيطالبون بلسان حالهم ومقالهم بإقصاء كل من لا يروق لهم ومن ليس على !!.
                          من خلال مقالات أولئك الكتاب والكاتبات  أجد أنهم  يصبون دائما جام غضبهم ويمارسون هوايتهم المفضلة وهي فن الإقصاء دون أن ينظروا نظرة تجرد , فمرات ومرات أجدهم ينطلقون انطلاقة واحدة ويرمون بسهامهم عن قوس واحدة ,وهم بذلك يمارسون بغباء وسطحية ما يرونه ( حيلة )!! , والحقيقة أنهم يمارسون الغباء بذاته فدورهم مكشوف يراه الأعمى ويسمع به من به صمم , بل لا ينطلي حتى على من به غباء مفرط , كما أني وجدت أن بينهم تنسيق مسبق ينتج عنه تحديد أسبوع معين بل ربما يوم معين لنفث سموم أقلامهم عبر مقالاتهم وهذا يرونه ـ حسب فهمهم السقيم ـ أنه تعرية و إسقاط لفلان من العلماء والقضاة والمشائخ والدعاة وأهل الحسبة , وهذا كله لم يأتِ من فراغ فالبعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير!!, وإلا بما يـُـفسرُ يا ترى ذلك التوافق الدقيق والمتكرر لمرات عديدة جدا للحديث بصورة سلبية عن فلان من العلماء أو القضاة أوالمشائخ أوالدعاة أوالآمرين بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوهم !! , وفي هذه الأيام تجاوزوا الحديث عن شخص بعينه فدورهم ـ بلغة التجار إن صح التعبير ـ أنتقل الى الجـُـملة ولا حاجة لهم بالمفرق , فالوقت ثمين , فهاهم يلعبون على المكشوف أكثر فأكثر, لينكشفوا أكثر فأكثر !! ,  , فرموا هذه المرة عن قوس واحدة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بهيئة كبار العلماء وسفهوا رأيها الشرعي في عمل الكاشيرات , وتلك عجيبة من العجائب ـ !! , من العجب أننا , لم نجدهم ولو لمرة واحدة قد نسقوا وتواصوا وحددوا أسبوعا أو يوما للنيل من غير العلماء والقضاة والمشائخ والدعاة ونحوهم من أهل الدعوة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! , لا شك أنهم وأنهن بـُـلهاء مؤدلجون متحزبون الى النخاع !! , و إلا لماذا هذه الحزبية وهذه الشليلة وهذه الانتقائية وهذا النقد الكاذب وهذه الحملات المدروسة والموقوتة  والتي تأتي من أولئك الكتاب والكاتبات مدعومة في كثير من الحالات من قبل قنوات فضائية ومواقع على الشبكة العنكبوتية معينة ؟!.
               من المصيبة أن ينهى أولئك الكتاب والكاتبات عن خـُـلق ويأتون مثله بل ربما أقبح منه!! , حيث نجدهن ونجدهم ينهون عن الإقصاء ويمارسونه عياناً بيانا , ويصِمون من يخالفهم الرأي بأنه مؤدلج وهم في الواقع هم المؤدلجون!!, ويطالبون بعدم فرض الوصاية وهم يمارسونها , ويطالبون بالإنصاف ولا يمارسونه , ويحرمون التطرف وهم يتطرفون لأرائهم وأفكارهم الى أقصى درجة , ويطالبون بالمصداقية وهم لا يمارسونها , وينادون بالإيمان باختلاف الرأي وعدم التعصب وهم أول من لا يقبل الرأي الآخر بل هم أشد الناس تعصبا لأرائهم , ويدعون الى النظر الى جماليات الطرف الآخر وعدم تضخيم عيوبه وهم أول من لا ينظر الى جماليات من لا يعجبهم بل يسعون الى تغيـيـبها وطمسها و هم أول من يضخم العيوب وينشرها , وينادون بنشر الحقائق والشفافية وهم أول من يحجبها ويغيـبها  وخصوصا إذا كانت تبين عوارهم أولا تروق لهم , ويتغنون بحرية الرأي هم لا يرون إلا رأيهم , وقس على ذلك ما قد يطرأ على ذهنك ـ عزيزي القارئ ـ  وتلك من عجائبهم التي لا تنتهي !!.
               عندما وصفتُ آنفا أولئك الكتاب والكاتبات بالـبـُـلهاء لم أبالغ لأنهم يـُـعرّون أنفسهم بأنفسهم وهم مساكين يحسبون أنهم يحسنون صنعا, ولو جئتَ لهم في ذلك لقالوا ( إنما نحن مصلحون ) وياليت شعري أي إصلاح يرونه ماداموا يقفون ضد أهل العلم الشرعي وضد فتوى هيئة شرعية رسمية مكونة من علماء أجلاء , ومن العجب الذي لا ينتهي أنهم بالأمس يثنون على ذلك القرار الذي أثلج صدورنا وهو ذلكم القرار الحكيم والموفق والرائع جدا الذي أصدره ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ والذي قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء , وهاهم اليوم يعارضون فتوى الكاشيرات التي صدرت من تلك الهيئة المباركة!!!.
              ( إن الله لايزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) لذا أناشد ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزـ أيده الله ـ كما حمى بقراره الصائب جناب الفتوى أن يحمي جناب من يصدر الفتوى وهم أولئك العلماء لأن عدم احترام مصدري الفتوى هو في الواقع عدم احترام للفتوى ذاتها , ومناشدتي له ـ أيده الله ـ هي أن يوقفَ أولئك الكتاب والكاتبات عن هذا الطرح الذي أراه غير مقبول البتة وأن يؤخذ على أيدي من لا يلتزم بذلك , فلأهل العلم مكانة في نفوس الناس ولهم قدر عظيم وخصوصا هيئة كبار العلماء , وترك أولئك الكتاب والكاتبات على نهجهم هذا فيه ضرر عظيم لا يمكنني حصره ولكنني أكتفي بضرر لا يخفى وهو هز الثقة في مرجعيتنا الدينية , ويا ترى ماذا بقي لنا إذا اهتزت ثقتنا فيها؟!, ومن العجب أن يقوم أولئك الكتاب والكاتبات بنهجهم هذا في وقت نرى كل التقدير والاحترام من قبل كافة الأديان والملل لمرجعياتهم الدينية !! , وقولي هذا لا يعني أنه لا أحد فوق النقد فكل البشر يؤخذ من كلامهم ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن للنقد آدابه وطرقه , فليس من المصلحة العامة الإثارة والبلبلة على أعمدة الصحف السيارة والفضائيات فما هكذا تورد الإبل !!. 
              ـ  والله ـ  إني مشفق فأولئك الكتاب والكاتبات مهما حصل منهم ومنهن لا شك عندي أنهم مؤمنون ومؤمنات بالله واليوم الآخر وأنهم إخوة وأخوات لنا في الدين والدم والمواطنة لذا أدعوهم الى أن يتقوا الله في أنفسهم وفيما يملكونه من أدوات ووسائل إعلامية لأن الله سيسألهم عنها فهذه الدنيا عابرة مهما طال أمدها ومهما بلغت نعيمها وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا   (  وقفوهم إنهم مسؤلون ).
            لا شك عندي سيبقى العلماء والمشائخ والدعاة الى الله والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر في شموخ وعزة حالهم كحال السحاب يسقي ويضل من يحب ومن لا يحب لا يضره شيء من عبث العابثين ولا نعيق الناعقين.


أحمد بن محمد الجردان

amaljardan@gmail.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ـ رحم الله ـ العم الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبدالمحسن السديري ( امير الغاط سابقا )

قصيدة وصورة

قصيدة ورد